اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن بلينكن عاد من رحلته الخامسة في زمن الحرب إلى الشرق الأوسط بصفعة تلقّاها من رئيس الحكومة الإسرائيلية.وأكدت الصحيفة الأميركية أن النصر الكامل الذي يسعى نتانياهو لتحقيقه في غزة وهمي ومميت.وأشارت إلى أنه بعد إجراء جولة دبلوماسية خاطفة عبر العواصم العربية، قدّم وزير الخارجية أنتوني بلينكن مجموعة جديدة من المقترحات لهدنة محتملة بين إسرائيل و"حماس" وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة. كما أعرب بلينكن عن "مخاوفه العميقة" للمسؤولين الإسرائيليين بشأن الخسائر التي تسببت فيها حربهم على "حماس"، في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، حيث قُتل ما لا يقل عن 27900، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأصيب 67147 آخرون، وفقاً لمسؤولي الصحة المحليين. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أبدى معارضته للصفقة طوال الأسبوع ورفضها بشكل قاطع يوم الأربعاء، واصفا مطالب "حماس" بأنها "وهمية" وتعهّد بالمضي قدما في الهجمات العسكرية الإسرائيلية في غزة، حتى تحقيق "النصر الكامل". وعندما طلب منه أحد المراسلين تقديم مزيد من التوضيح لما يعنيه "النصر الكامل" في السياق الحالي، استخدم نتانياهو استعارة تقشعر لها الأبدان، مستشهدا بكيفية تحطيم الزجاج "إلى قطع صغيرة، ثم تستمر في تحطيمه إلى قطع أصغر وتستمر في ضربه". غزة تواجه خطر الموت جوعاً أو مرضاً دمّرت الغارات الجوية والهجمات البرية الإسرائيلية جزءا كبيرا من قطاع غزة المكتظ، مما أدى إلى تشريد ما يقرب من 90% من السكان وتسبب في كارثة إنسانية مترامية الأطراف وغير مسبوقة. وقال بوب كيتشن، نائب رئيس قسم الطوارئ في لجنة الإنقاذ الدولية، في بيان له: "إذا لم يُقتل (المدنيون الفلسطينيون) في القتال، فإن الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين سيكونون معرضين لخطر الموت جوعا أو المرض. لن تكون هناك منطقة آمنة واحدة يمكن للفلسطينيين الذهاب إليها بعد أن دمرت منازلهم وأسواقهم وخدماتهم الصحية". ويضيف تقرير الصحيفة الأميركية: "مع ذلك، حماس ما زالت قوية. من المحتمل أن تكون شبكات أنفاقها واسعة ومعقدة للغاية بحيث لا تستطيع إسرائيل تدميرها بالكامل. والهجوم الإسرائيلي المحتمل على آخر معقل رئيسي في رفح، على الحدود الجنوبية مع مصر، يعرض للخطر أكثر من مليون لاجئ من غزة الذين نزحوا إلى هناك خلال الحرب المستمرة".وذكر أن نتانياهو يقاتل أيضاً من أجل مستقبله السياسي، ومن أجل استرضاء القاعدة اليمينية رفض المقترحات الأميركية والعربية بشأن تولي السلطة الفلسطينية إدارة غزة. ولم يفعل الكثير لإخضاع حلفائه اليمينيين المتطرفين في معسكره الذين يدعون إلى التطهير العرقي الفعلي في غزة، فضلاً عن احتمال إعادة توطينها من قبل المستوطنين الإسرائيليين. وبحسب الصحيفة، يسعى نتانياهو لاستغلال الحرب للتشبث بالسلطة حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية، والتي قد تشهد عودة الرئيس السابق دونالد ترامب، وهو صديق أقرب من الرئيس بايدن، إليه. لكن داخل إسرائيل، هناك دعوات متزايدة للإطاحة به وإجراء انتخابات جديدة.ويرى المسؤولون الأميركيون والأوروبيون والعرب ضرورة استعادة العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين. وأمضى نتانياهو معظم حياته المهنية عمداً في العمل ضد احتمال حل الدولتين، فشجع الانقسامات داخل الحركة الوطنية الفلسطينية في حين أقنع الجمهور الإسرائيلي والمحاورين في أماكن أخرى بأن الصراع يمكن "إدارته" إلى أجل غير مسمى.(ترجمات)