يقوم الجيش الإسرائيلي بضخ الموارد إلى مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة لقتل كبار ضبّاط "حماس" بحسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، في وقت تجاوز فيه عدد القتلى من العمليات 20 ألف قتيل.وبحسب الصحيفة الأميركية، فإنه خلال الهجوم البري الذي يستمر قرابة شهرين، سيطرت إسرائيل على جزء كبير من مدينة غزة، وأضعفت سيطرة "حماس" على سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، وحوّلت الكثير من مباني القطاع إلى أنقاض، لكن جيشها رغم ذلك لم يعثر بعد على زعيم الحركة يحيى السنوار أو المقربين منه.وأضاف التقرير أن إسرائيل أرسلت هذا الأسبوع لواء رابعًا من القوات إلى خان يونس، وهي مدينة تجارية يسكنها 400 ألف نسمة وتقع على طريق تجاري قديم وتقول إنّ السنوار يختبئ هناك تحت الأرض داخل الأنفاق مع كبار قادته والعديد من الأسرى الذين تم احتجازهم خلال هجمات 7 أكتوبر. "حلقة النار" لضبط قادة "حماس"وقالت إسرائيل يوم الجمعة إن عمليتها في خان يونس، التي أطلقت عليها اسم "حلقة النار"، أدت إلى مقتل أكبر ضابط في "حماس" المسؤول عن الطائرات دون طيار والقادة الذين شاركوا في هجمات 7 أكتوبر على إسرائيل. وأعلن جيشها أنه عثر على عشرات الأنفاق وسجلات نفقات كشفت عن إنتاج أبواب وخرسانة تبلغ قيمتها أكثر من مليون دولار. وقال مسؤولون إسرائيليون إن خان يونس هي موطن لواحدة من أهم الألوية العسكرية لـ"حماس"، وهي قوة مقاتلة من المرجح أن مسلحين فروا من مدينة غزة انضموا إليها. وقال مسؤولون إن القوات الإسرائيلية قتلت "القادة الميدانيين النخبة" في مواجهات مباشرة في بعض الأحيان، لكنهم أقروا أن السنوار وغيره من كبار مسؤولي "حماس" ظلوا بعيدين عن المنال.وقال شالوم بن حنان، المسؤول الكبير السابق في المخابرات الإسرائيلية، إن أنفاق خان يونس تمثل التحدي الأكبر للجيش الإسرائيلي. وأوضح أن المدينة بها الأنفاق "الأكثر تعقيدًا والأكثر حمايةً" في قطاع غزة، وأن "حماس" أعدت هذه الأماكن مسبقا قبل الهجوم على إسرائيل. وأضاف: "هناك افتراض عملي بأن مقر "حماس" موجود هناك". الأزمة الإنسانية في خان يونسوأدت المعركة المحتدمة حول خان يونس إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي تجتاح قطاع غزة. ودعا الجيش الإسرائيلي إلى إخلاء معظم أنحاء المدينة حيث تضاعف عدد السكان تقريبًا مع فرار الناس من القتال في مدينة غزة إلى الشمال قبل فرار مئات الآلاف منهم جنوبًا من خان يونس إلى مدينة رفح الحدودية. وقال مسؤولو الصحة الفلسطينيين إن عدد القتلى بسبب العمليات الإسرائيلية تجاوز 20 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، "وهو رقم لا يميز بين المقاتلين والمدنيين، وهذا الرقم يعادل حوالي 1% من إجمالي سكان غزة" بحسب الصحيفة. وفي السياق قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يوم الجمعة إن إسرائيل لا تسمح للمدنيين بالتنقل عبر خان يونس، مما يجعل من المستحيل في كثير من الأحيان على سيارات الإسعاف الوصول إلى الجرحى. وقالت رنا الفقيهة من غرفة العمليات المركزية بالجمعية في رسالة مصورة: "نتلقى عشرات الاتصالات من أشخاص يستغيثون ويبكون حتى تصل سيارات الإسعاف لنقل جرحى ومصابي الغارات الجوية". وأضافت: "فرقنا غير قادرة على الوصول إليهم بسبب الخطر في هذه المناطق، وغياب التنسيق للوصول الآمن، والحصار المستمر".وذكرت لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في تقرير لها يوم الخميس أن كل فرد من سكان قطاع غزة البالغ عددهم مليوني نسمة يواجه الآن أزمة غذائية مع "خطر المجاعة الذي يتزايد كل يوم". وقالت اللجنة التي تدعمها الأمم المتحدة والتي تتتبع قضايا التغذية على مستوى العالم: "هذه هي أعلى نسبة من الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد تم تصنيفها على الإطلاق في أي منطقة أو بلد معين". ولا توجد دلائل تذكر حتى الآن على أن القتال قد يتوقف قريبًا. ورفضت "حماس" عرضا إسرائيليا بوقف القتال لمدة أسبوع مقابل إطلاق سراح عشرات الأسرى، قائلة إن الحركة لن تناقش إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين حتى يدخل وقف إطلاق نار شامل حيز التنفيذ أوّلا، وفق ما أكده مسؤولون في وقت سابق. (ترجمات)