أعلن المتحدث الرسمي باسم حكومة إقليم كردستان بيشوا هوراماني، أمس الجمعة، مقتل 4 عمّال يمنيين، بقصف لطائرة مسيّرة استهدفت حقل كورمور للغاز في كردستان العراق. ودعا هوراماني، الحكومة الاتحادية في بغداد إلى العثور على مرتكبي الجريمة، وتقديمهم للعدالة ومنع تكرار مثل هذه الأعمال، مؤكداً أن الحقل تعرّض لأضرار بالغة، مما سيؤثر على إمدادات الكهرباء والغاز المنزلي في الإقليم. وقال رئيس بلدية جمجمال، رمك رمضان، لوسائل إعلام محلية إن الهجوم كان بواسطة طائرة مسيّرة، وإنه أدى إلى مقتل 3 عمّال وإصابة 3 آخرين.وذكرت وزارة الكهرباء في إقليم كردستان أن الهجوم على الحقل أوقف إمدادات محطات الكهرباء وتسبّب بفقدان نحو 2500 ميغاواط من الإنتاج.هجوم كورموروقال الكاتب والباحث السياسي محمود خوشناو لمنصة "المشهد" إن التحقيقات ستبدأ، و"هناك وفد حكومي مشترك من الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، سيبدأ التحقيقات في كورمور، لأن هذا الحقل هو حقل مهم، ويغذي محطة الكهرباء والغاز المنزلي". وأوضح خوشناو أن الاستهداف يعود لأسباب اقتصادية وسياسية، لكن "لا نريد أن نستبق نتائج التحقيقات، ونتهم جهة معينة، لكن بالتأكيد هناك دوافع إرهابية وإقليمية، لا تريد ازدهار قطاع النفط في إقليم كردستان، وتريد أن تستهدف الاقتصاد العراقي وبالتحديد اقتصاد إقليم كردستان".أطماع إقليمية وأضاف خوشناو أن حقل غاز كورمور يقع في منطقة السليمانية، في الأراضي التابعة لنفوذ حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وفي السابق كانت هناك ضغوطات من دولة إقليمية للاستحواذ على غاز الإقليم، بدأ بالشراكة والاستثمار بهذا الغاز، وهذه الدولة هي تركيا، التي كان لها نوايا للاستثمار في هذا الحقل وتصدير نفطه عبر تركيا، لكن الاتحاد الوطني رفض ذلك.وأكد خوشناو أنه لا يتهم تركيا بتنفيذ الاستهداف، ولكن يعتقد أن هناك أهدافا اقتصادية وسياسية تقف خلف هذا الهجوم، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف حقل كورمور، حيث تم استهدافه خلال العام الماضي، ما يؤكد وجود أهداف سياسية واقتصادية مشتركة.أضرار جسيمة وقال خبير النفط والغاز الطبيعي سربرز طاهر ملا علي لمنصة "المشهد" إن منطقة الكورمور هي منطقة غارية، يتم إنتاج الغاز فيها، وتبلغ مساحتها 33 كيلومترا بالطول و4 كيلو مترات بالعرض، يعمل في هذا الحقل 5 شركات.وعن الإنتاج، قال الملا علي، إن حقل كورمور ينتج أكثر من 500 مليون قدم مكعب من النفط يومياً، منها 170 طناً من الغاز السائل المخصص للاستعمال المنزلي، و22 ألف برميل يومياً من الغاز الثقيل، ومن ناحية الكهرباء ينتج حقل كورمور لكردستان أكثر من 4200 ميغاواط من الكهرباء، أي نسبة كبيرة جداً من الكهرباء، عن طريق 3 محطات كهربائية.وأوضح الخبير النفطي أن الميليشات المسلحة في مدينة دوز خورماتو لا تبعد سوى 15 كيلومترا فقط عن حقل كورمور، ونظن أن الحقل تحت المراقبة من قبل الميليشيات.أسباب الهجوموعن أسباب الاستهداف، قال الملا علي إن هذه الضربات تهدف لإضعاف قطاع الطاقة في إقليم كردستان.والسبب الثاني قد يكون الغاز الإيراني، لأنه في عام 2022 كان هناك اتفاق بين إيران والعراق لتبادل النفط العراقي بالغاز الإيراني، لذلك ربما يوجد حساسية، لأن كردستان تملك نسبة كبيرة من الغاز ما أثار مخاوف إيرانية من أن يكون نفط كردستان بديلا للغاز الإيراني في المستقبل. بحسب الملا علي.ويقع حقل كورمور في قرية خورمور التابعة لقضاء جمجمال في محافظة السليمانية بكردستان العراق. أسس مشروع الغاز في عام 2007، ويعد من أكبر حقول الغاز في العراق.وسبق للحقل أن تعرض لهجمات، ومنها في أواخر يناير الماضي، حين أصدرت وزارة الكهرباء في حكومة إقليم كردستان، بياناً أكدت فيه توقف عمليات الإنتاج بسبب الهجوم، وهو ما نجم عنه نقص كبير في معدل إنتاج الطاقة الكهربائية يصل إلى أكثر من 2800 ميغاواط. (المشهد)