أعرب مسؤولون إسرائيليون عن مخاوفهم من أن الأزمة في العلاقات بين مصر وإسرائيل قد تتفاقم وسط استمرار القتال في غزّة، ومن الممكن أن تنسحب القاهرة من جهود الوساطة بين تل أبيب و"حماس". وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيليّة، فإن المسؤولين الإسرائليين قالوا إنّ التعاون الدفاعي والاستخباراتي بين مصر وإسرائيل يمكن أن يتأثر سلبًا إذا لم يتم حل الأزمة. وقال أحد المسؤولين: "الوضع مع مصر الآن هو الأسوأ منذ بدء الحرب". ووفقًا لهذا المسؤول، فقد حدث تحول في موقف مصر تجاه إسرائيل منذ أن بدأ الجيش العمل في رفح. وأضاف: "إنَهم يعملون عمدًا لعرقلة طريقنا ومحاولة فرض نهاية للحرب علينا". وأوضح المسؤول الإسرائيليّ أنّ هذا "أمر لم يحدث قط، ولا حتى خلال عملياتنا السابقة في غزّة".تحوّل في الموقف المصريبدأت الأزمة الدبلوماسيّة بين القاهرة وتل أبيب، مع بدء العمليّة العسكريّة الإسرائيليّة في رفح واستيلاءها على الجانب الغزّي من المعبر الحدودي الذي يفصل بين القطاع ومصر. وانتقد المسؤولون المصريون الفيديو الذي تم تصويره للاستيلاء على المعبر ورفع العلم الإسرائيليّ هناك، وكلاهما جعل من الصعب سياسياً على مصر الاستمرار في إدارة جانبها من المعبر دون اتهامها بالتعاون مع العمليّة الإسرائيليّة. وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين إنّ "الرد المصريّ الذي أدى إلى وقف نقل المساعدات الإنسانيّة بشكل شبه كامل، هو رد فعل مبالغ فيه تمامًا". ونقل وزير الخارجيّة يسرائيل كاتس نفس الرسالة إلى نظيريه البريطانيّ والألمانيّ عندما أجرى اتصالات معهم مؤخرًا. وطلب كاتس منهم إقناع مصر باستئناف مرور المساعدات، وذهب إلى حد إصدار بيان قال فيه إن مصر تتحمل مسؤولية تجديد مرور المساعدات عبر المعبر. بدورها، انتقدت الخارجيّة المصريّة كاتس، متهمة إسرائيل بتفاقم الوضع الإنساني في غزّة. وتصرّ مصر على أن السماح بمرور المساعدات لن يكون ممكناً إلا إذا كان الجانب الفلسطينيّ من المعبر خاضعًا لطرف فلسطينيّ، وقد دفع هذا الطلب إسرائيل إلى دراسة إمكانيّة دمج السلطة الفلسطينية في إدارة المعبر.انتقادات لحزب نتانياهوومن المرجح أن تثير مثل هذه الخطوة انتقادات جديّة من قبل الأحزاب اليمينية المتطرفة في الائتلاف الحاكم، والتي تعارض أيّ نوع من التعاون مع السلطة الفلسطينيّة في غزّة. وقال مسؤول إسرائيلي شارك في هذه الجهود إنّه لم يكن هناك سوى "مستشعرات أوليّة"، وليس عرضًا ملموسًا، مما دفع السلطة الفلسطينية إلى الرد بشكل متشكك. وأضاف: "إنّهم لا يريدون إعطاء موافقتهم على خطوة يمكن تفسيرها على أنّها تعاون مع إسرائيل في الوقت الذي لا تزال فيه العمليّة في رفح مستمرة، ثم يكتشفون في النهاية أن سموتريتش وبن غفير أحبطاها". وأضاف: "في الوقت الحاليّ، إنّها مشكلة ليس لها حل، وتزداد سوءًا يومًا بعد يوم". وكانت مصر قد قررت الانضمام إلى الدعوى التي تقدمت بها جنوب إفريقيا إلى محكمة العدل الدوليّة، ومن المتوقع أن تستمع المحكمة خلال اليومين المقبلين إلى طلب جنوب إفريقيا اتخاذ إجراءات مؤقتة إضافيّة ضد إسرائيل. وفي حين ترى الصحيفة، أنه من غير المتوقع أن يكون لموقف مصر أي تأثير كبير على الإجراءات القانونية، إلا أن قرارها بوقف دخول المساعدات عبر معبر رفح سيكون له على الأرجح التأثير الأكبر. وتخشى إسرائيل أنه بسبب تدهور الوضع الإنساني، ستتخذ المحكمة ضدها خطوات أكثر صرامة مما فعلته بعد الجلسة السابقة في يناير.(ترجمات)