أكّد النائب اللبناني وائل أبو فاعور، في مداخلة لقناة "المشهد" أنّ هناك حملة اتصالات دبلوماسية نشطة جدا تتولاها الولايات المتحدة بشكل أساسي عبر الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الذي يتواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يُتابع التطوّرات من الخارج، كما أنّ هناك مساهمة فرنسية أيضاً في هذه الاتصالات، وذلك بعد الهجوم المميت على الجولان والذي لا تزال تبعاته مستمرة في لبنان وسوريا وإسرائيل.وقال أبو فاعور: "الجهد الدبلوماسي الحالي يتركّز على محاولة ضمان ألا تقود الضربة الإسرائيلية المتوقعة إلى انفلات النزاع وأن يكون الردّ المتوقّع من "حزب الله" أيضاً ضمن الحدود الممكنة والتي لا تقود إلى حرب شاملة"، لافتاً إلى أنّه لا يمكن التكهّن بردّ فعل إسرائيل وأنّه لا يمكن لأيّ طرف أن يضمن ضبط تصرّفات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي عاد من الولايات المتحدة شبه منتصر.استغلال هجوم مجدل شمسوأضاف: "إسرائيل حاولت استغلال ما حصل في مجدل شمس، وقد فشلت في ذلك نتيجة موقف الوطنيين من أبناء المنطقة إلا أنّ برامجها وخططها التي لا تزال تسعى لأن تتصيّد حرباً في لبنان لم تتغيّر. والتحذيرات الدوليّة تنبع من خوف لدى هذه الدول من إمكانية انفلات النزاع باتجاه آخر". وتابع: "حتى اللحظة حزب الله يتصرّف بحرص شديد، ومنذ البداية أعلن أن جبهة الجنوب هي جبهة مساندة، وهو يُحاول حتى اللحظة الالتزام بقواعد الاشتباك، والخروقات تحصل دائماً من قبل الجانب الإسرائيلي. والخف من انفلات الأمور يأتي من الجانب الإسرائيلي وليس من الجانب اللبناني خصوصاً وأنّ برّي أعلن أكثر من مرّة استعداد لبنان للتفاوض حول تطبيق القرار 1701 عندما تتوقّف الحرب في غزّة". واعتبر أبو فاعور أنّ "التهديد الذي يخشى منه الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط هو الفتنة التي يمكن أن تنشأ في لبنان لو سُمح للعدو الإسرائيلي في الاستمرار في السرديّة لما حصل في مجدل شمس". وردًّا على الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل موفق طريف، قال: "الشيخ طريف يقول إنّهم مواطنون في دولة، أيّ مواطنون في أيّ دولة؟! فهي دولة محتلة وكذلك الجولان محتل، فهؤلاء ليسوا مواطنين إسرائيليين إنّما مواطنون سوريون يتمسكون بجنسيّتهم وقد عبّروا عن موقفهم في رفض لقاء نتانياهو".وقُتل 12 شخصاً وأصيب العشرات، يوم السبت الماضي، بعد استهداف طال بلدة مجدل شمس بقذيفة صاروخية في الجولان السوري. ورغم التأكيدات الإسرائيلية بأنّ المسؤول عن الهجوم على مجدل الشمس هو "حزب الله" اللبنانيّ نفى "الحزب" مسؤوليته عن الهجوم. وشيّع أهالي الجولان صباح الأحد، الضحايا الذين سقطوا جراء الهجوم. وطرد أهالي مجدل شمس وزراء في الحكومة الإسرائيلية وأعضاء كنيست حاولوا المشاركة في جنازة الضحايا. وقال الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل الشيخ موفق طريف لـ"المشهد" إن "ما جرى في مجدل شمس مجزرة، ذهب ضحيتها أطفال تترواح أعمارهم بين 10 و15 عامًا". (المشهد)