تحول معبر رفح منذ بداية الهجوم في غزة في أكتوبر الماضي إلى ملف للأخذ والرد بين مصر وإسرائيل والغرب كلما تم الحديث عن إيصال المساعدات لغزة. وقبل ساعات قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه كان اتصل بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من أجل فتح المعبر وهو ما ردت عليه الرئاسة المصرية قبل ساعات مؤكدة أنها فتحته دون قيود وسبق أن حملت إسرائيل مصر مسؤولية إغلاق المعبر على هامش القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضدها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في غزة. وقد دفع هذا الجدال كثيرين للتساؤل عن من يسيطر على معبر رفح، إليكم الجواب.ما هو معبر رفح؟معبر رفح البري هو معبر حدودي يقع عند مدينة رفح بين قطاع غزة في فلسطين وشبه جزيرة سيناء في مصر تم تشييده بعد الاتفاق المصري الإسرائيلي للسلام سنة 1979 والانسحاب الإسرائيلي من سيناء عام 1982.ومعبر رفح هو بوابة رئيسية على طول الشريط الحدودي بين الجانبين الفلسطيني والمصري والممتد لمسافة 14 كيلومترا، وهو يمثّل المنفذ الرئيسي والوحيد المتبقي للسكان غزة على العالم الخارجي، لا سيما بعد أن أغلقت السلطات الإسرائيلية جميع المنافذ الستة بين قطاع غزة وجنوبي إسرائيل منذ بدء الحرب.وهناك معبران آخران فقط لدخول قطاع غزة والخروج منه، هما معبر إيريز، وهو معبر مع إسرائيل في شمال غزة ومعبر كرم أبو سالم، وهو معبر تجاري فقط بين إسرائيل وغزة. من يسيطر على معبر رفح؟لمعبر رفح جانبان أحدهما في الداخل الفلسطيني كانت تسيطر عليه إسرائيل حتى عام 2005 والجانب المصري الذي تديره السلطات المصرية، ويتأثر فتح المعبر وإغلاقه بالتطورات السياسية والعسكرية والأمنية في البلدين. وظلت هيئة المطارات الإسرائيلية تدير الجانب الآخر من المعبر إلى غاية 11 سبتمبر 2005، تاريخ انسحابها من قطاع غزة، وبقي مراقبون أوروبيون لمراقبة الحركة على المعبر.بعد انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، وقع توقيع اتفاقية المعابر بين إسرائيل وفلسطين التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية- الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.وبموجب هذه الاتفاقية سيطرت حركة "حماس" على القطاع عسكريا وأمنيا، وتولت مهمة إدارته.أغلق المعبر في مناسبات عديدة من الجانبين.وبعد عام 2011 قررت الحكومة المصرية فتح معبر رفح بشكل دائم بعد إغلاق دام حوالي 4 سنوات من طرف النظام المصري السابق. واستمر العمل بفتحه 6 ساعات يوميا حتى الإطاحة بحكم "الإخوان".كيف يسير معبر رفح بالعادة؟لا يسمح للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، فعلى من يرغب منهم باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل موعد السفر بأسبوعين على الأقل.ويخضع الحصول على ترخيص لمغادرة معبر رفح لتقدير السلطات الفلسطينية أو المصرية اللتين قد ترفضان الطلب من دون إشعار أو تفسير.ووفقاً للأمم المتحدة، فإن السلطات المصرية سمحت، في أغسطس 2023، بمغادرة 19,608 مسافر من غزة ورفضت دخول 314 شخصاً عبر المعبر باتجاه مصر.(المشهد)