"مهنة المتاعب"، هكذا يصف الصحفيون والعاملون في الحقل الإعلامي مهنتهم التي تحتم عليهم العمل في أي ظرف وفي كل مكان بهدف نقل الحقائق المجردة إلى الجماهير، الأمر الذي قد يعرضهم إلى متاعب جمة وقد يكلفهم حياتهم أيضا كما حدث مع الصحفي محمد أبو حطب الذي قتل في قطاع غزة إلى جانب جميع أفراد أسرته. وقتل الصحفي الفلسطيني محمد أبو حطب هذا الأسبوع في قصف استهدف منزله بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، حسبما ذكرت وزارة الإعلام الفلسطينية، والتي تقول إن عدد الصحفيين الذين قتلوا منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حماس" في غزة ارتفع إلى 28 صحفيا، فيما هناك 20 صحفيا اعتقلوا في الضفة الغربية. وقالت وزارة الإعلام إن "ارتقاء الزميل أبو حطب في ظل استمرار استهداف إسرائيل لحراس الحقيقة وحراس الرواية الوطنية"، مجددة مطالبها بالجهات والمنظمات الصحفية الدولية والحقوقية العالمية بتحمل المسؤولية و"العمل الفوري على تقديم الحماية للصحفيين الفلسطينيين ووقف الجرائم بحقهم".من هو الصحفي محمد أبو حطب؟ بحسب وزارة الإعلام الفلسطينية، فإن الصحفي محمد أبو حطب يعمل مراسلا لصالح تلفزيون فلسطين في قطاع غزة. يطلق المقربون من محمد أبو حطب عليه لقب "أبو عصام". قتل يوم الخميس 2 نوفمبر 2023، في غارة استهدفت منزله في مدينة خان يونس. قبل أن يقتل بساعات قليلة كان محمد أبو حطب يقدم رسالته الإعلامية اليومية على شاشة تلفزيون فلسطين من أمام مستشفى ناصر الطبي في خان يونس.استهداف صحفيو وسائل الإعلام الرسمية في غزة وفق وزارة الإعلام الفلسطينية، فإنه بمقتل الصحفي محمد أبو حطب، ارتفع عدد قتلى الإعلام الرسمي في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر إلى 4 قتلى، وهم: الصحفي ماجد كشكو والصحفي عماد الوحيدي والصحفي نظمي النديم. وقالت وزارة الإعلام إن هذا "الاستهداف هو جزء من حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على أبناء شعبنا في قطاع غزة. والإعلام الرسمي والعاملون فيه، حالُهم حالُ كلِ أبناء شعبنا الفلسطيني، حيث يتعرضون هم وعائلاتهم وبيوتهم للقصف". وأكد الإعلام الرسمي الفلسطيني أنه "سيتابع جريمة قتل الصحفي محمد أبو حطب عبر التوجه للمحاكم الدولية والمنظمات والمؤسسات الأممية والحقوقية الدولية، والمطالبة بمحاسبة إسرائيل على جريمتها". انتقادات لإسرائيل تواجه إسرائيل منذ أسابيع انتقادات واسعة من مؤسسات مهتمة بسلامة الصحفيين، ومن بينهم مؤسسة مراسلون بلا حدود والتي قالت في بيان سابق إن إسرائيل تخنق وسائل الإعلام في غزة من خلال القتل أو الإصابة أو تدمير مباني إعلامية وقطع شبكة الإنترنت. وأضافت أن "إسرائيل ماضية في فرض تعتيم إعلامي حقيقي وشامل على قطاع غزة بأكمله، حيث تؤدي التدابير والإجراءات المُتَّخذة إلى تقويض على الصحفيين المحليين وتؤثر سلبا على أُسرهم، سواء تَعلَّق الأمر بالحصار المفروض منذ فترة طويلة على المنطقة وأهاليها، والذي تم تشديده في الآونة الأخيرة، أو بالتشريد القسري الذي يطال المدنيين هذه الأيام. ففي خضم كل ذلك، هناك خطر محدَّد يتهدَّد الفاعلين الإعلاميين ويتخذ أشكالا متعددة". وتابعت مراسلون بلا حدود: "أمام الخطر المستمر الذي يهدِّد حياتهم يوميا، اضطر ما لا يقل عن 50 صحفيا، إلى ترك منازلهم في مدينة غزة خلال الأيام الأخيرة، بعدما أصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر بالإخلاء. وفي خضم هذا التشريد القسري، اضطروا إلى التخلي عن معداتهم ووثائقهم وأجهزتهم الواقية".(وكالات)