من المقرر أن تجتمع النخب السياسية والاقتصادية على مستوى العالم في مدينة دافوس هذا الأسبوع، تحت عنوان "إعادة بناء الثقة" في وقت يتسم بتراجع شديد في التعاون العالمي، بحسب ما جاء في تقرير لصحيفة "تايمز" البريطانية. ومن المتوقع أن تلقي الضربات ضد "الحوثيّين" في اليمن، والحرب الإسرائيلية في غزة، والتهديد بتفاقم التوترات بين الصين وتايوان، والصراع في أوكرانيا، بظلالها على المنتدى الاقتصاديّ العالميّ هذا العام، بعد أن شهد عام 2023 أعلى عدد من القتلى المدنيّين، بسبب الصراعات العالمية منذ عام 2010.الحاضرون والغائبون عن منتدى دافوس 2024وفق التقرير، فإنّ التوترات الجيوسياسية المتصاعدة والاقتصادات البطيئة النمو، تعني أنّ العديد من أقوى قادة العالم لن يكونوا حاضرين في المدينة الجبلية السويسرية هذا الأسبوع. ومن بين أولئك الذين لم يحضروا المؤتمر قادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا والهند. وخلافًا للعقود الماضية، عندما كان "دافوس" بمثابة منتدى للدبلوماسية خلال الأزمة المالية، أو جولات محادثات السلام في الشرق الأوسط، فقد تضاءل الثقل السياسيّ للمؤتمر في السنوات الأخيرة. ومنذ الوباء، ابتلي المنتدى الاقتصاديّ العالميّ بنظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة التي تدّعي أنه مركز مؤامرة نخبوية للسيطرة على العالم، بينما في الدوائر الدبلوماسية، طغى عليه منافسون مثل مؤتمر ميونيخ الأمني، الذي يجمع رؤساء السياسة الخارجية والأمنية عبر الأطلسي. ومن بين أبرز الحاضرين في المنتدى الاقتصاديّ العالميّ لهذا العام، رئيس مجلس الدولة الصينيّ لي تشيانغ، والرئيس الأوكرانيّ فولوديمير زيلينسكي، ووزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، والذي سيكون أكبر مسؤول حاضر من إدارة بايدن. إلى جانب ذلك، سيحضر نحو 20 من وزراء مالية العالم و10 من محافظي البنوك المركزية ورؤساء البنوك الاستثمارية العملاقة مثل جيه بي مورغان وغولدمان ساكس، وذلك من بين 2800 مندوب مقرر حضورهم. وسيمثل جيريمي هانت، وزير المالية، وديفيد كاميرون وزير الخارجية، وكيمي بادينوش، وزيرة الأعمال، حكومة المملكة المتحدة في المنتدى، إلى جانب حضور راشيل ريفز، مستشارة خزانة الظل، كجزء من محاولة حزب العمال لجذب رجال الأعمال قبيل الانتخابات.كما أنّ رئيسة البنك المركزي الأوروبيّ كريستين لاغارد، من بين كبار محافظي البنوك المركزية الحاضرين في منتدى دافوس، إذ يراقب المستثمرون أيّ إشارة إلى التيسير النقديّ في منطقة اليورو في ربيع هذا العام.ما المتوقع من منتدى دافوس 2024؟وقبل المؤتمر الذي يستمر 4 أيام، دق منظمو المنتدى الاقتصاديّ العالميّ ناقوس الخطر بشأن "المعلومات الخاطئة والتضليل"، باعتبارها أكبر خطر حدده المندوبون في عام الانتخابات العالمية، حيث سيصوت أكثر من 4 مليارات شخص. ودعا مؤسس المنتدى الاقتصاديّ العالميّ كلاوس شواب، المندوبين إلى "تعزيز الحوار وتعزيز التعاون وتعميق الشراكات بشأن التحديات العالمية الحاسمة". وقال: "إننا نواجه عالمًا منقسمًا وانقسامات مجتمعية متزايدة، ما يؤدي إلى انتشار عدم اليقين والتشاؤم. وعلينا أن نعيد بناء الثقة في مستقبلنا، من خلال تجاوز إدارة الأزمات والنظر في الأسباب الجذرية للمشاكل الحالية، وبناء مستقبل واعد أكثر معًا". وبحسب "التايمز"، لا يتوقع سوى قليلون أن يحقق المنتدى الاقتصاديّ العالميّ هذا العام، نجاحات في حل القضايا الجيوسياسية الملحة، إذ يتنافس المؤتمر على جذب الاهتمام العالميّ وسط القصف الغربيّ على المتمردين "الحوثيّين" المدعومين من إيران في اليمن، وجلسة استماع محكمة العدل الدولية بشأن الاتهامات الموجهة إلى إسرائيل، حول ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة. ومن المقرر أن يستضيف رئيس المنتدى الاقتصاديّ العالميّ بورغه بريندي، جلسة عامة مع الرئيس الإسرائيليّ إسحاق هرتسوغ الخميس، كما سيتحدث رئيس الصليب الأحمر الدوليّ عن الوضع الإنسانيّ المتدهور في غزّة الاثنين. وتطغى المخاوف الأمنية الدولية أيضًا على التطورات الاقتصادية. وقد أثبتت أنها أكثر اعتدالًا مما كان يخشاه كثير في مؤتمر العام الماضي، الذي هيمنت عليه المخاوف من الركود العالميّ والتوترات بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن سياسة الصناعة الخضراء. وبعد مرور عام، أدى انخفاض التضخم المطرد إلى زيادة احتمالات إجراء تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة العالمية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الأسهم والسندات، وإعلان محافظي البنوك المركزية عن انتصار غير متوقع في معركة استمرت عامين ضد التضخم.(ترجمات)