في خضم أزمة المياه التي تعيشها مصر ومع زيادة عدد سكانها مقابل تعثر مفاوضاتها حول سد النهضة مع أثيوبيا، عاد مشروع قناة جونقلي إلى الواجهة خلال الأيام الأخيرة بعد أن أحيت تصريحات لأستاذ جامعة مختص الحديث عنه كواحد من الحلول التي يمكن لمصر أن تعوّل عليها لتعويض النقص من النيل، فما هي قناة جونقلي؟ما هي قناة جونقلي؟قناة جونقلي مشروع مائي بدأ تنفيذه منذ سنوات لكنه لم يكتمل. يقوم المشروع على النيل الأبيض وهو الرافد الثاني لنهر النيل ودفعت الأزمة بين القاهرة وأثيوبيا حول سد النهضة لإعادة التفكير فيه من جديد. تم إنشاء القناة لنقل بعض من مياه بحر الجبل شمالا لري الأراضي الزراعية في مصر والسودان.وفكرة إنشاء قناة جونقلي هي فكرة قديمة تعود للفترة التي سبقت الاحتلال البريطاني للسودان عام 1883وأجريت بشأنها دراسات وبحوث مكثفة في الفترة الممتدة بين عامي 1947 و1977.ونصح القائمون على المشروع عند وضع خطته بالتركيز على خط يربط بين فم السوباط قرب ملكال وقرية جونقلي عند نهر أثيم بمنطقة الدينكا بالقرب من بور حاضرة ولاية جونقلى.وكانت الأشغال بمشروع قناة جونقلي قد بدأت في أكتوبر 1973، لكنها توقفت عام 1983 بسبب الحرب الأهلية.وكانت الفكرة حينها قائمة على استفادة كل من مصر والسودان من المياه الضائعة بمنطقة السدود ومستنقعات بحر الجبل.وبعد دراسات معقمة تم الاتفاق على حفر قناة تستوعب المياه الزائدة من المستنقعات وكميات المياه التي كانت تتبخر سنوياً وبالفعل تم تنفيذ جزء كبير منها قبل أن تتسبب الحرب الأهلية في السودان في ايقاف المشروع.وتوقف العمل بمشروع قناة جونقلي بعد حفر 260 كيلومترا من إجمالي 360 كيلومترا.وقبل توقفه كان مفترضا أن تنتهي المرحلة الأولى من مشروع قناة جونقلي عام 2000 ليضيف حوالي 5 مليارات متر مكعب لمصر والسودان على أن تزيد الكميات في المراحل الموالية.وتقدمت الشركات الفرنسية المنفذة للمشروع بدعاوى ضد حكومة جنوب السودان بسبب توقف المشروع ورغم أن الحكم صدر لفائدتها فإن الأشغال لم تستأنف.ويقول الخبراء إن تنفيذ مشروع قناة جونقلي يواجه عدة عقبات أمنية وسياسية ومالية.(المشهد)