في أقل من أسبوع، تمكنت إسرائيل من توجيه ضربات قاتلة لـ "حزب الله" سواء على مستوى القدرات العسكرية أو أنظمة الاتصال أو حتى القيادات البارزة في الحزب، بحسب مجلة "فورين بوليسي".بدأت إسرائيل ضرباتها بتفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي في يد عناصر "حزب الله" ما أدى إلى تقويض قدرة المجموعة على التواصل، ثم أعقبتها باغتيال قيادات قوة "الرضوان" وهو ما يعد انتكاسة كبيرة للحزب وفي الأخير شنت تل أبيب غارات جوية مكثفة على أهداف قالت إنها تحتوي على أسلحة ومعدات تابعة لـ "حزب الله".وأشارت المجلة إلى أن زعيم "حزب الله" حسن نصر لم يستسلم بل وجه خطابا ضاعف فيه من مهاجمة إسرائيل. وعلى الرغم من اعترافه بالتقدم التكنولوجي الكبير لتل أبيب إلا أنه هدد بتصعيد عسكري كبير على إسرائيل.ورغم الدعوات إلى شن حرب شاملة، لم يتم اتخاذ قرار إسرائيلي بشن حرب شاملة أو غزو بري حتى الآن. ومن شأن مثل هذا القرار أن يلحق ضررًا كبيرًا بالبلاد وبنيتها التحتية المدنية، خاصة إذا أطلق "حزب الله" صواريخه الأكثر تقدمًا. "حزب الله" أمام خيارينويبدو أن إسرائيل عازمة على دفع "حزب الله" إلى تغيير استراتيجيته وإعادة النظر في مشاركته في الصراع، الذي بدأته الجماعة في 8 أكتوبر، بعد يوم من هجمات "حماس" على إسرائيل.وبحسب المجلة، يواجه حزب الله الآن خيارًا من اثنين: الحفاظ على ما تبقى من أصوله العسكرية وقيادته. الحفاظ على تهديده بمواصلة مساندة "حماس" حتى وقف الحرب في غزة.وكانت الخسائر التي تكبدها "حزب الله" الأسبوع الماضي هائلة، ونجحت إسرائيل في إضعاف القدرات العسكرية للحزب بهجمات مكثفة.بالإضافة إلى ذلك، تم هدم البنية التحتية العسكرية لـ "حزب الله" جنوب نهر الليطاني، إلى جانب عدد كبير من مستودعات الأسلحة والبنية التحتية العسكرية في جميع أنحاء لبنان. في المقابل، لقد ركزت ردود أفعال "حزب الله" في الأغلب على شمال إسرائيل، مستهدفة القواعد العسكرية والبنية الأساسية مع تجنب الخسائر المدنية والمدن الكبرى والبنية الأساسية المدنية.ويبدو أن خطة إسرائيل، على الأقل في الوقت الراهن، تتمثل في التوقف عن الغزو البري، على الرغم من أن المسؤولين يقولون إن هذا الاحتمال غير مستبعد، بحسب تقرير لصحيفة "بلومبيرغ". ومن بين المخاطر التي قد تترتب على مثل هذه الخطوة احتمال وقوع جنود إسرائيليين في قبضة "حزب الله" من إيران، وتكرار عملية التفاوض المطولة وغير المحسومة بشأن استعادة الأسرى المحتجزين في غزة. ومن المخاطر الأخرى الخسائر البشرية والاقتصادية الباهظة التي قد تترتب على حملة طويلة الأمد.وقال جيورا إيلاند، وهو جنرال متقاعد ومستشار سابق للأمن القومي، عبر الهاتف: "على عكس الطلعات الجوية التي تنتهي في غضون بضع ساعات، عندما تذهب إلى الأرض فإنك تبقى هناك لأيام أو أسابيع على الأقل". وأكد مصدر مطلع أن الهدف من ذلك هو ممارسة قدر كاف من الضغط العسكري على قيادة "حزب الله" لمحاولة التوصل إلى حل دبلوماسي. (ترجمة)