الحدود اللبنانية الإسرائيلية على صفيح ساخن، فبعد إعلان قائد لواء الشمال بالجيش الإسرائيليّ أوري غوردين، جاهزية قواته لاحتلال شريط أمنيّ على الأراضي اللبنانية، عادت المخاوف من توسع رقعة الصراع للواجهة.إلى ذلك، تفجيرات أجهزة "بيجر" أمس، لم تقع في الضاحية الجنوبية ببيروت فقط، بل أيضًا في العاصمة السورية دمشق، وأشار محللون إلى أنّ هذا الاختراق الأمنيّ خطير للغاية، لأنه استهدف نظام الاتصال الأساسيّ لـ"حزب الله" والمفترض أنه كان سرّيًا، ما يثير التساؤلات حول إمكانية هجوم إسرائيليّ شامل على "حزب الله" في الساعات المقبلة.مسؤولية "حزب الله" وفي هذا الشأن، قال الكاتب والباحث السياسيّ خير الله خير الله لقناة "المشهد": "من الواضح أننا في حالة حرب في لبنان، ومن المؤسف أنّ "حزب الله" أدخل لبنان في حرب لا ضرورة لها، وعليه أن يتحمل مسؤولية قرار الدخول في حرب مع إسرائيل".وتابع خير الله قائلًا: "الحزب هو الذي يحكم لبنان حاليًا، ولا يوجد شيء يسمى لبنان في الوقت الحالي، لا يوجد إلا ما يسمى "حزب الله" الأداة الإيرانية واللواء في الحرس الثوريّ الإيرانيّ الذي يحكم لبنان بكل التفاصيل، وقد قرر دخول الحرب من دون أيّ تشاور مع الحكومة اللبنانية ومع أيّ طرف لبنانيّ آخر، بالتالي عليه أن يتحمل مسؤولية القرار الذي اتخذه وهو قرار إيرانيّ أولًا وأخيرًا لا أكثر ولا أقل، والباقي تفاصيل".انتصارات وهميةوأضاف خير الله: "يبدو أنّ الحرب مستمرة وقد تتوسع أكثر، وإسرائيل لم تستطع القضاء على "حماس"، لكنها قضت على غزة، و"حماس" جزء لا يتجزأ من غزة والقضاء على القطاع كان الجريمة الكبرى".وأردف خير الله بالقول: "صفحة غزة طُويت، وأرقام الأمم المتحدة الأخيرة تشير إلى أنّ إعادة إعمار القطاع تحتاج إلى 20 سنة وإلى مليارات الدولارات، ونتساءل هنا، من سيكون مستعدًا للاستثمار في غزة إذا كانت تحت حكم "حماس"، وإسرائيل هجّرت مليونَي مواطن فلسطينيّ وهذه هي الجريمة الكبرى، أما انتصارات "حماس" وانتصارات "حزب الله" في لبنان ليست إلا انتصارات وهمية".وختم بالقول: "الحزب انتصر على لبنان ولم ينتصر على إسرائيل، و"حزب الله" فتح جبهة جنوب لبنان ولم يدرس النتائج التي ستترتب على ذلك، لأنه يمتلك حرية بقراره، وهو قرار إيرانيّ بامتياز، لأنّ الحزب جزء من مشروع التوسع الإيرانيّ في المنطقة الذي يقضي بتحويل لبنان إلى ورقة من الأوراق التي تمتلكها إيران في المفاوضات مع الولايات المتحدة".خسائر "حزب الله"من جهته، قال نائب رئيس مجلس الوزراء السابق والنائب في البرلمان اللبنانيّ غسان حاصباني لقناة "المشهد": "ما جرى أمس في لبنان، مؤسف جدًا على المستوى الإنسانيّ، وهو خطير جدًا على المستوى الأمني، لأنه بالفعل عمل غير مسبوق، ولم يسجل مثله بهذا الحجم في التاريخ، هو نوعية جديدة من الحروب، وهذا دلالة على أنّ النتائج لا يمكن تصورها عندما تُفتح المواجهات من دون حساب للعواقب".وتابع حاصباني قائلًا: "الحروب عادة لا تنتهي بنتائج جيدة وإيجابية، بل تنتهي بغالبيتها بخسائر كبيرة تطال الجهة التي لا قدرة لها على الصمود بشكل كبير في وجه هذه الخسائر، الحروب تجر الموت والقتل والقتل المتبادل، لذلك قبل الدخول في أيّ مواجهة بغضّ النظر عن أحقيتها وأهميتها وتوقيتها، علينا جميعًا أن نحسب الحسابات إلى أين سنصل، وما هي التكاليف التي سنتكبدها خصوصًا عندما نرى تقنيات جديدة تُستخدم في هذه الحروب، تمامًا مثل ما حصل أمس في لبنان".نقطة اللاعودةوأضاف حاصباني: "من الواضح أنّ التصعيد مستمر والأحداث تتسارع بوتيرة كبيرة، من نوعية الحرب وطريقة التعاطي مع الواقع على الأرض، وهذه الحرب بدأت من أكتوبر الماضي، وهي جزء من ما يسمى وحدة الساحات، ولكن لكل فعل ردة فعل قد لا تُحمد عقباها، وعلى ما يبدو أنّ التصعيد اقترب بشكل كبير من نقطة اللاعودة، وكل المؤشرات وكل التصريحات والتحركات تشير إلى ذلك".وختم حاصباني قائلًا: "أصبح لبنان اليوم في عمق المواجهة، بالتالي سيتحمل ضربات كبيرة، والسيادة اللبنانية انتهكت بشكل واضح من خلال وجود أسلحة إيرانية على الأراضي اللبنانية، وقرار الهجوم من لبنان على إسرائيل لم يتخذ يومًا من قبل الدولة اللبنانية، ليس لأنّ الدولة اللبنانية صديقة لإسرائيل، بل لأنّ لبنان يريد الاعتماد في حل الأزمات على الدبلوماسية الدولية وعلى دعم الجيش اللبنانيّ، خصوصا وأنه غارق في أزمات اقتصادية وسياسية داخلية، ولكن للأسف هناك جهات من لبنان هي من تجرّ إسرائيل للحرب والقرارات تُتخذ من الخارج".(المشهد)