عمت الصلوات والابتهالات مختلف أنحاء أميركا اللاتينية، حيث تجمع المؤمنون في الكنائس والساحات العامة داعين بالشفاء العاجل للبابا فرنسيس، أول بابا كاثوليكي من المنطقة، بعد إعلان الفاتيكان أن حالته الصحية حرجة إثر دخوله مستشفى في روما.من المكسيك إلى الأرجنتين، ومن سواحل المحيط الهادئ إلى الأطلسي، أقيمت قداسات، وأُضيئت الشموع، ورفع الناس صلواتهم بشكل فردي وجماعي من أجل تعافي البابا. وقال القس الأرجنتيني أدريان بيناردينز: "نصلي من أجله بثقة في الله، ونسأل له الصحة والعافية". كما أشاد بتأثير البابا في جعل الكنيسة الكاثوليكية أكثر قربًا من الناس، وأكثر بساطة وأخوة دون تمييز. وفي العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، أضيئت المسلة الشهيرة بصورة البابا مصحوبة بعبارة: "المدينة تصلي من أجلك". أما في البرازيل، أكبر دولة كاثوليكية في العالم، فقد انضم المصلون إلى هذه الدعوات، متضرعين لشفاء الحبر الأعظم. وكان البابا قد نُقل إلى المستشفى في 14 فبراير بعد معاناته من صعوبات في التنفس لأيام عدة. وكشفت الفحوصات الطبية عن إصابته بالتهاب رئوي مزدوج، وهي حالة خطيرة قد تسبب التهابات وندوبًا في الرئتين، مما يجعل التنفس أكثر صعوبة.ما هو مرض البابا فرنسيس؟يُعد الالتهاب الرئوي من الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي، حيث يؤدي إلى التهاب في المجاري الهوائية الصغيرة داخل الرئتين. وعندما يستجيب الجسم لهذه العدوى، تمتلئ الحويصلات الهوائية بخلايا مناعية، مما قد يتسبب في ظهور أعراض مثل الحمى، والسعال، والقشعريرة.بالرغم من أن معظم المصابين بالالتهاب الرئوي يتعافون في المنزل دون الحاجة إلى رعاية طبية مكثفة، إلا أن المرض قد يصبح مهددًا للحياة، خاصة لدى كبار السن. ويؤكد خبراء الأمراض المعدية أن خطر الوفاة بسبب الالتهاب الرئوي يزداد بشكل ملحوظ بعد سن 85 عامًا.ويقول الدكتور بيتر تشين هونغ، أستاذ الطب والأمراض المعدية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: "الالتهاب الرئوي يمكن أن يكون مميتًا لدى الفئات العمرية الأكبر، حيث يزداد معدل الوفيات بشكل ملحوظ مع تقدم العمر". السبب الرئيسي وأثره الصحييُعزى الالتهاب الرئوي في أغلب الحالات إلى عدوى بكتيرية، وأبرز مسبب له هو بكتيريا العقدية الرئوية. ويوضح الدكتور تشين هونغ: "هذه البكتيريا هي السبب الأول والثاني والثالث للالتهاب الرئوي". وعلى الرغم من أن المضادات الحيوية تساعد في علاج المرض، إلا أن العدوى قد تصبح أكثر خطورة في بعض الحالات، إذ يمكن أن تنتشر البكتيريا من الرئتين إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى تعفن الدم، وهو حالة طبية خطيرة قد تهدد الحياة.(وكالات)