يقضي ستيفان أوتيرلو، 19 عامًا، أيّامه مع 25 شابًا آخرين في زنزانة واحدة في بانوراما، وهو سجن شديد الحراسة في شمال شرق سوريا، بعدما أمضى فيه 5 سنوات. وقد تم بناء بانوراما بتمويل من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش" وتديره قوات سوريا الديمقراطية. ويحتجز بانوراما عدداً من أخطر أعضاء "داعش" الذين تم القبض عليهم في عام 2019. ومن بين ما يقارب الـ4000 معتقل (ذكور)، هناك ما يقدر بنحو 600 فتى وشاب محتجزين كأولاد، وفق منظمة العفو الدولية. ومثلما حصل مع أوتيرلو حصل مع غيره، إذ تمّ إحضار الكثير منهم إلى سوريا من قبل والديهم للعيش تحت حكم "داعش". وباتوا اليوم يكبرون في السجن وليس لدى الكثير منهم أي فكرة عن سبب احتجازهم، أو ما سيحدث لهم، وفق تقرير لشبكة "سي أن أن" الأميركية. قال أوتيرلو لـ"سي أن أن": "لا أعرف شيئًا عن الكبار. ولكن إذا كنت تتحدث عن الأطفال، فنحن لا نعرف حتى لماذا نعاقب دائمًا. لا نعرف حتى ماذا فعلنا. لقد سُجنّا بسبب والدينا". تحذيرات وتخوّف وحذّرت الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان منذ فترة طويلة من الأزمات الإنسانية والقانونية التي يواجهها أطفال مقاتلي "داعش"، الذين ظلوا محتجزين في معسكرات ومرافق احتجاز في شمال شرق سوريا لسنوات. ولكن لم يكن هناك إجماع بشأن ما يجب فعله معهم. والآن، بينما تدق الولايات المتحدة ناقوس الخطر من أن الجماعة المسلحة تحاول إعادة تأسيس نفسها وشن هجمات على الغرب، فإنها تجدّد الجهود لإعادة المقاتلين وعائلاتهم لمواجهة العدالة في وطنهم. ووفق منظمة العفو الدولية، فإن ما يقدر بنحو 30 ألف طفل محتجزين حاليًا في 27 سجن على الأقل ومعسكرين للاحتجاز، هما الهول والروج، في شمال شرق سوريا. وهو ما يُشكّل أعلى كثافة عالمية لناحية احتجاز أطفال تعسفاً وحرمهم من حريتهم. وهناك ما يزيد عن 40 ألف شخص في مخيم الهول، حيث يعيش أفراد ينتمون إلى تنظيم "داعش" إلى جانب النازحين، وبعضهم ضحايا التنظيم، وفق "سي أن أن". ويضم ملحق شديد الحراسة نحو 6700 امرأة وطفل على صلة بمقاتلي "داعش" من أكثر من 60 دولة. وأكثر من نصف سكان المخيم هم من الأطفال، وغالبيّتهم دون سن 12 عامًا.وقال أحد كبار المسؤولين الحكوميين الأميركيين، في حديثه إلى شبكة "سي أن أن": "يريد "داعش" أن يبقي الجميع هناك مخلصين ومستعدين". وفقا له، يتم تهريب عشرات الفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاماً من مخيم الهول إلى معسكرات تدريب "داعش" كل شهر. وخلال المداهمات الأمنية الدورية لمخيم الهول، يقول مسؤولون من قوات سوريا الديمقراطية إنهم يجدون بشكل روتيني مقاطع فيديو من التدريبات على الهواتف المحمولة، إلى جانب أدلة مروعة على عمليات قتل خارج نطاق القضاء من قبل أنصار "داعش". وكحل موقت، قدمت قوات سوريا الديمقراطية سياسة رسمية تفصل الأولاد في سن الـ14عن أمهاتهم، وتضعهم في ما تسميه "مركز إعادة تأهيل". والتقت شبكة "سي أن أن" بأطفال لا تتجاوز أعمارهم الـ11 في أحد المركزين، مما يشير إلى أن مسؤولي المخيم يتجاوزون هذه السياسة. ويُعتبر مخيم الروج أصغر بكثير وأكثر قابلية للإدارة من مخيم الهول، وهو المكان الذي يُنقَل إليه المحتجزين الدوليين قبل إعادتهم إلى أوطانهم. ووفقاً لمسؤولين أميركيين، لا يزال نحو 12 أميركياً في الروج، وهناك سعي لإعادتهم.(ترجمات)