شكرت وزارة الخارجية الفلسطينية جنوب إفريقيا بعدما أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل الخميس باتخاذ إجراءات تضمن فتح المزيد من المعابر البرية للسماح بدخول الغذاء والماء والوقود ومستلزمات أخرى إلى غزة لسد النقص الحاد.ووصفت الخارجية الفلسطينية الدعوى بأنها "خطوة حيوية في الجهود العالمية لمحاسبة إسرائيل على ارتكاب "إبادة جماعية".ترحيب الخارجية الفلسطينيةوشددت الوزارة في بيان على أن "تنويه محكمة العدل الدولية لقرار مجلس الأمن 2728 والمطالبة بوقف إطلاق النار يؤكد على ضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على شعبنا، وإدخال المساعدات ومنع التهجير القسري تنفيذا للأوامر الاحترازية ومنعا لجريمة الإبادة الجماعية".وطالب البيان "الدول كافة لتحمل مسؤولياتها كأعضاء في اتفاقية منع ومعاقبة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لالتزام إسرائيل على تنفيذ التدابير الاحترازية للمحكمة لمنع إبادة الشعب الفلسطيني ومحاسبة إسرائيل ومسؤوليها على هذه الجريمة".كذلك طالب البيان "المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لإنجاز التحقيق الجنائي ومعاقبة المسؤولين الإسرائيليين وعلى رأسهم مرتكبي جريمة الإبادة الجماعية".تعليق "حماس"لكن حركة "حماس" قالت إنه يتعين وقف إطلاق النار من أجل التصدي للأزمة الإنسانية. وقال باسم نعيم، المسؤول الكبير في "حماس"، إن الحكم لم يذهب إلى الحد الكافي، ويتعين إصدار أمر لإسرائيل بإنهاء هجومها العسكري لوقف المعاناة.وأضاف في حديث لوكالة "رويترز": "نحن نرحب بأي مطالبات جديدة لإنهاء المأساة في قطاع غزة وخاصة في شمال قطاع غزة ولكننا كنا نتمنى أن تأمر المحكمة بوقف إطلاق نار كحل جذري لكل المآسي التي يعانيها شعبنا في قطاع غزة."أوامر محكمة العدل الدولية وأمر قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع الخميس إسرائيل التي تتهمها جنوب إفريقيا بارتكاب جرائم "إبادة جماعية" في غزة باتخاذ كل الإجراءات الضرورية والفاعلة لضمان دخول الإمدادات الغذائية الأساسية للسكان الفلسطينيين في القطاع الفلسطيني ووقف انتشار المجاعة.وجاء أمر المحكمة في الوقت الذي تشتبك فيه قوات إسرائيلية مع مقاتلين فلسطينيين في محيط مستشفى الشفاء في غزة وقال الجناحان العسكريان لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" إنهما هاجما قوات ودبابات إسرائيلية بصواريخ وقذائف هاون.وقال قضاة في المحكمة إن الفلسطينيين في غزة يواجهون أوضاعا متفاقمة.وأضاف القضاة "تلاحظ المحكمة أن الفلسطينيين في غزة لم يعودوا يواجهون فقط خطر المجاعة.. بل إن هذه المجاعة قد ظهرت بالفعل".وطلبت جنوب إفريقيا هذه الإجراءات الجديدة كجزء من قضيتها المستمرة التي تتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة.لا تعليق من الخارجية الإسرائيليةولم يصدر تعليق بعد من وزارة الخارجية الإسرائيلية على الأمر. وقالت إسرائيل إنها تبذل جهودا لتعزيز وصول المنظمات الإنسانية إلى غزة برا ومن خلال عمليات إنزال جوي للمساعدات وبطريق البحر من خلال سفن إلى ساحل القطاع على البحر المتوسط.وقال زعماء إسرائيليون إن بإمكان "حماس" إنهاء الحرب بالاستسلام وإطلاق سراح جميع الأسرى الذين تحتجزهم في غزة وتسليم الضالعين في هجوم 7 أكتوبر لمحاكمتهم.وقال الجيش الإسرائيلي إنه واصل العمليات في محيط مجمع مستشفى الشفاء بمدينة غزة بعد اقتحامه منذ أكثر من أسبوع. وأضاف أن القوات قتلت حوالي 200 مسلح منذ بدء العملية "مع تفادي إلحاق الأذى بالمدنيين والمرضى والفرق والمعدات الطبية".وقال دانيال هاغاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان أذاعه التلفزيون إن القوات العاملة في المستشفى قتلت رائد ثابت، مسؤول التموين في "حماس" الذي وصفه بأنه أحد أبرز القيادات الـ10 في الحركة.شح الغذاء والماء والعقاقيرقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن جرحى ومرضى محتجزون داخل مبنى إداري في مجمع الشفاء غير مجهز لتقديم الرعاية الصحية. وأضافت أن 5 مرضى توفوا منذ بدء الاقتحام الإسرائيلي بسبب نقص الغذاء والمياه والرعاية الطبية.حصار مستشفيين آخرينقال سكان إن القوات الإسرائيلية واصلت حصار مستشفى الأمل ومستشفى ناصر في خان يونس، كما تعرضت عدة مناطق أخرى جنوب مدينة غزة لهجمات إسرائيلية.وتقول إسرائيل إنها تخطط لشن هجوم بري على رفح، حيث تعتقد أن معظم مسلحي حماس يختبئون حاليا. وتعارض الولايات المتحدة، المورد الرئيسي للأسلحة لإسرائيل وأقرب حلفائها، مثل هذا الهجوم قائلة إنه سيعرض المدنيين الذين فروا إلى هناك لمخاطر كبيرة.(شارك في التغطية جيمس ماكنزي وجابرييل تيترو فاربر من جنيف- إعداد أميرة زهران وعبد الحميد مكاوي ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير سها جادو وأيمن سعد مسلم ومعاذ عبدالعزيز)(وكالات)