تستمر التوترات على حدود غزة حيث أقام مستوطنون إسرائيليون معسكرات مؤقتة، معبرين عن رغبتهم في إعادة توطين القطاع تحت سيطرة إسرائيلية كاملة.ويعزز هؤلاء المستوطنون فكرة السيطرة على غزة كحل نهائي لمشاكل "الأمن الإسرائيلي"، في ظل تزايد دعم بعض التيارات الإسرائيلية لهذه الأفكار، وفقا لصحيفة "تايمز" البريطانية. وعلى بعد أميال قليلة من بيت لاهيا، وهي بلدة في شمال غزة حيث قُتل 93 فلسطينياً في غارة جوية يوم الثلاثاء، وفقًا لوزارة الصحة التي تديرها "حماس"، بنى المستوطنون معسكراً بدائياً خارج إيريز، وهو كيبوتس تعرض للاجتياح في هجمات 7 أكتوبر من العام الماضي. "نحو غزة" ويعتقد مجموعة من المستوطنين في إيلي عزة، والتي تعني "نحو غزة"، أن موقع المخيم الذي يقيمون فيه هو منزل مؤقت على الطريق المؤدي إلى إعادة توطين غزة. وقد أقام المستوطنون كوخًا من الخشب الرقائقي تحت جسر علوي ليكون بمثابة كنيس لهم، وبنوا مراحيض قابلة للتحلل لكلا الجنسين، وأنشأوا مطبخًا خارجيًا من خلال توصيل ثلاجة بمصدر كهربائي. ولكن المستوطنين يريدون أن يخوضوا المزيد من المغامرة، وقد حاول بعض الشباب بالفعل تسلق السياج الذي يشكل الحدود مع غزة. وتقول ترايفيتس، 32 عاماً، وهي حامل في شهرها الثامن: "نحن لا نريد أن نستقر هنا. علينا أن نستقر داخل غزة. علينا أن نستولي على أرض عدونا". ثم تتوقف قليلاً ثم تقول: "حسناً، إنها أرضنا في الواقع".تقويض "حماس" على الصعيد العسكري، كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع، حيث أدت الهجمات المستمرة إلى مقتل وإصابة آلاف الفلسطينيين وتدمير واسع للبنية التحتية، وسط مطالبات من جنرالات متقاعدين بتشديد الحصار وطرد مئات الآلاف من الفلسطينيين من شمال غزة بهدف تقويض قوة "حماس". على الرغم من تأكيد إسرائيل أن هذه الخطوات تستهدف فقط المقاتلين، إلا أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يعبران عن قلق بالغ حيال التأثير الإنساني لهذه السياسات، معتبرين أن الوضع في غزة “أحلك لحظة” في النزاع. وتزامن ذلك مع تصويت البرلمان الإسرائيلي على حظر عمل "الأونروا"، ما أثار مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في ظل نقص المساعدات الغذائية والدوائية. كما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من تصاعد الأوضاع، محذرةً من أن استمرار هذه العمليات قد يدفعها إلى مراجعة دعمها العسكري لإسرائيل، حيث ترى واشنطن أن أي تصعيد إضافي قد يضر بالمصالح الإقليمية والاستقرار. وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن أمله في أن يمنح موت يحيى السنوار، بنيامين نتانياهو فرصة لإعلان النصر في غزة. وبحسب وزارة الصحة، أودت الحرب، التي توشك على دخول شهرها الثالث عشر، بحياة أكثر من 43 ألف فلسطيني. وعلى الرغم من الضغوط الدولية، فإن الحكومة الإسرائيلية تواصل دعم سياساتها الحالية، مشيرة إلى أن أي تراجع في العمليات سيضر بأمنها القومي. مع تعقد الوضع، ما يزال مستقبل غزة غامضا وسط تساؤلات حول إمكانية تحقيق وقف إطلاق النار وإيجاد حلول دائمة تعيد الاستقرار للمنطقة وتحفظ حياة المدنيين. (ترجمات)