بعد التحديات التي واجهها نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في سوريا، يبرز التساؤل حول ما إذا كان "الحوثيون" في اليمن سيواجهون مصيرا مشابها. ويتناول هذا السؤال تأثير الضغوط السياسية والعسكرية على "الحوثيين"، وما إذا كان سينتج عن ذلك تغييرات كبيرة في المشهد السياسي في اليمن والمنطقة.ويقول الباحثان آري هاستن وناثانييل رابكين في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأميركية إنه مع هزيمة نظام الأسد في سوريا و"حزب الله" في لبنان وعزلته المتزايدة، يتحول الاهتمام إلى "الحوثيين" في اليمن. ربما يكون "الحوثيون" أقوى قوة بالوكالة لإيران في المنطقة، وهم بالتأكيد الأكثر نشاطا من حيث هجماتهم على إسرائيل وأيضا على الملاحة الدولية في البحر الأحمر. "الحوثيون" و الأسدومع تصاعد المواجهة بين "الحوثيين" وإسرائيل، وربما أميركا أيضا، من المرجح أن يثير ذلك تساؤلات حول ما إذا كان النظام في صنعاء سيثبت أنه ضعيف مثل شريكه السابق في دمشق. ويرى الباحثان أن إصلاح المؤسسات الحكومية في صنعاء أمر غير ممكن، حيث إن تعطلها هو خيار متعمد لضمان استفادة داعمي النظام من التفوق الاقتصادي والاجتماعي.وأشار الباحثان إلى أن بقاء "الحوثيين" على المدى الطويل لا يزال غير مؤكد، فإن نظامهم يواجه أزمة متزايدة في الشرعية. وتتسع الفجوات في أساساته، ويبدو أن الانهيار في النهاية أمر محتمل، لكنه ليس بالضرورة وشيكا.وتجعل الأزمات الحالية التي تواجه "حزب الله" وقوة القدس الإيرانية هذه اللحظة فرصة للضغط على "الحوثيين". وعلى الرغم من أن "الحوثيين" ربما كانوا يستمدون الثقة في السابق من دعم طهران، من المرجح أن يعيدوا تقييم هذا التقدير في ضوء الأحداث الأخيرة في سوريا.وقد يخلق ذلك فرصة للضغط على "الحوثيين" لوقف هجماتهم على البحر الأحمر. ومع ذلك، حتى هذا سيكون فترة راحة مؤقتة، وليس حلا حقيقيا للتهديد طويل الأمد الذي يشكله "الحوثيون"، ناهيك عن رعاياهم.سقوط "الحوثيين"ويتساءل الباحثان: كيف قد يحدث سقوط "الحوثيين"؟ ويقولان إن التغيير الحقيقي في اليمن يتطلب 3 تطورات رئيسية:أولا، يتطلب التغيير زيادة في غضب الشعب نتيجة للمتاعب التي يعاني منها اليمنيون، والتي تتعلق غالبا بالظروف الاقتصادية.ثانيا، يجب أن يحدث فقدان التأييد أو الدعم من الفئات الرئيسية من النخب، والتي يمكن أن تكون من البيروقراطيين "الحوثيين" أو القبائل المتحالفة التي يعتمد عليها النظام في "قمع المعارضة".ثالثا، يجب أن يؤدي عدم الاستقرار إلى إحداث شرخ داخل طبقة القيادة، ناتج عن الضغوط الخارجية على النظام أو الصراعات الداخلية على السلطة، حيث قد تنشأ صراعات على السلطة بشكل طبيعي داخل النظام، ولكن قد يتم تسريعها بواسطة أحداث مفاجئة وكبيرة، مثل موت أو اغتيال شخصيات رئيسية داخل القيادة.ويقول الباحثان إن كل هذه العوامل مجتمعة ستترك النظام في حالة من الفوضى، غير قادر على الحفاظ على قبضته على 20 مليون يمني. وقد يخلق هذا بدوره زخما سيجعل من الصعب على النظام تغيير اتجاهه.(وكالات)