أعلن الجيش الإسرائيليّ منذ قليل اغتيال محمد الضّيف في هجوم كان قد نفّذه قبل نحو 3 أسابيع على خان يونس. وقبل أيام، قالت تقارير إعلامية إسرائيلية إنّ الجيش الإسرائيليّ يستعد لإعلان مقتل محمد الضيف، الرجل الذي ظل لسنوات طويلة واحدًا من أبرز المطلوبين لدى إسرائيل.فمن هو محمد الضيف الذي أعلنت إسرائيل رسميًا تصفيته؟ من هو محمد الضيف؟ محمد الضّيف القائد لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكريّ لحركة "حماس"، يوصف بأنه العدو الأول لإسرائيل التي تحمّله مسؤولية أحداث السابع من أكتوبر، وتقول إنه العقل المدبر لها.اسمه الكامل محمد دياب إبراهيم المصري (أبو خالد) ووُلد في غزة عام 1965. بدأ حياته كفنان وممثل مسرحي، ليختمها بصفته أحد أهم المطلوبين على قوائم التصفية في إسرائيل. شارك الضيف في شبابه في تأسيس أول فرقة فنية إسلامية في غزة، وكان اسمها حينها "عائدون". ولد الضيف لعائلة فقيرة من مهجّري 1948، لجأت لخان يونس حيث أُجبر في صغره على العمل في مهن عديدة، لكنه واصل دراسته معها والتحق بالجامعة حيث درس العلوم، وهناك بدأت مسيرته الطلابية والسياسية. تقرّب الضّيف من جماعة "الإخوان" في تلك الفترة، وتشبع بأفكارها قبل أن يلتحق بحركة "حماس" بمساعدة يحيى عياش المكنّى بـ"المهندس"، ويصبح واحدًا من أبرز قادتها الميدانيّين.نشرت إسرائيل نهاية عام 2023 صورة حديثة ظهر فيها وقد بدا أنه فقد عينه اليمنى، ما فنّد تقارير قديمة كانت تتحدث عن إعاقته، بسبب إصابة بليغة لحقت به في إحدى محاولات اغتياله.تجربة السجنعاش الضيف تجربة السجون واعتقلته إسرائيل في عام 1989، حيث أمضى في سجونها أكثر من عام ونصف العام، بسبب الانتماء للجهاز العسكريّ لـ"حماس". بعد خروجه من السجن انتقل الضيف للضفة الغربية، إذ كان واحدًا من مؤسسي "كتائب عز الدين القسام"، التي صارت تُعرف بالجناح العسكريّ لحركة "حماس"، لتبدأ مسيرة الرجل مع القيادة الميدانية.وبرز الضيف كواحد من العقول المدبرة لعمليات كثيرة، من بينها أسر الجنديّ الإسرائيليّ نخشون فاكسمان، كما أنه كان يقف وراء العديد من العمليات الانتحارية داخل إسرائيل خلال فترة التسعينيات. كان الضيف من المؤمنين بالعمل العسكريّ في النضال ضد إسرائيل، وكان له دور كبير في تطوير قدرات "حماس" العسكرية، وهو من هندس أنفاقها السرية. لذلك كان من بين أبرز الأسماء التي تلاحقها، لكنه كان أيضًا من الملاحقين من السلطة الفلسطينية التي اعتقلته عام 2000، قبل أن يتمكن من الفرار من سجنه مع بداية اندلاع انتفاضة الأقصى. لاحقته إسرائيل لسنوات طويلة وحاولت تصفيته في أكثر من مناسبة، لكنها فشلت في جميعها، ومنذ آخر محاولة اغتيال له في العام 2022 اختفى الضيف عن الأضواء، وصار يتوخى الحذر الشديد في كل تحركاته. يوصف الضّيف بأنه رجل غامض، لذلك نجح في البقاء على قيد الحياة، رغم أنه كان من أبرز الرؤوس المطلوبة لدى إسرائيل التي تعدّ تصفيته نصرًا كبيرًا لها.(المشهد)