استيقظ الإسرائيليون في الساعات الأولى من صباح السبت 7 أكتوبر، على عملية مفاجئة لحركة حماس، نجحت من خلالها السيطرة على عدد من البلدات في غلاف قطاع غزة.وأثارت العملية صدمة كبيرة لدى الإسرائيليين، كما يخشى محللون من حدوث تصعيد كبير بين الطرفين قد يمتد لفترة طويلة يروح ضحيته عشرات القتلى من المدنيين.وفي آخر أخبار إسرائیل اليوم، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن عناصر حماس يسيطرون على 3 بلدات إسرائيلية على الأقل.وقتل نحو 40 شخصا بالرصاص في إسرائيل حتى الآن في عمليات التوغل التي نفذتها حركة حماس، وفق ما أعلنت خدمة الإسعاف والطوارئ في بيان.كما أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية إصابة نحو 545 إسرائيليا في هجوم حماس، من بينهم 60 في حالة حرجة.وكانت قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف السبت، عن إطلاق عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل.وقال الضيف في رسالة صوتية "قررنا أن نضع حدا للانتهاكات الإسرائيلية والضربة الأولى من عملية طوفان الأقصى تجاوز 5 آلاف صاروخا استهدفت إسرائيل".ويتفق المحللون أن العملية تعتبر "فشلا ذريعا للاستخبارات الإسرائيلية، وتذكر بحرب أكتوبر 1973"."إسرائيل تفاجأت حقا"ويقول منسق الشؤون الأمنية بين إسرائيل والفلسطينيين سابقا موشيه إلعاد، إن إسرائيل "قد تفاجأت حقا" بهذا الهجوم، مؤكد أنه "خطأ كبير وسيتم استدعاء بعض المسؤولين لشرح ما حدث".وأضاف إلعاد، الذي يعمل حاليا كمحاضر في كلية الجليل الغربي، في تصريحات لمنصة "المشهد":هذا الهجوم خطأ كبير وسيتم استدعاء بعض المسؤولين الإسرائيليين لشرح ما حدث". هذا الفشل يجب التحقيق فيه وطرح أسئلة كثيرة.سيطلب الجمهور الحصول على إجابات للأسئلة الصعبة المتعلقة بفشل الاستخبارات وما إلى ذلك.وأشار إلى أن فشل في الاستعداد لهذا الهجوم، "لأنه تم تضليل إسرائيل من مصر وقطر اللتين وعدتا أن تلتزم حماس الهدوء لسنوات، مما دفع إسرائيل إلى إهمال الحدود الجنوبية بدلاً من الضفة الغربية، حيث كان هناك حتى هذا الصباح العديد من الوحدات التي تحافظ على القانون والنظام، وتم إهمال حدود غزة".ويتفق أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس مئير مصري، مع هذا الرأي، ويقول إن ما حدث "تقصير استخباراتي وأمني وسياسي كبير ولا يُغتفر، تتحمل الحكومة المسؤولية عنه بطبيعة الحال".وأضاف مصري، عضو حركة "العمل الإسرائيلي" في حديثه مع منصة "المشهد" أن "هذا الهجوم يشبه حرب الغرف، لكننا في هذا اليوم واجهنا جيوشا نظامية، هذه المرة نحن نتعامل مع عصابات".وتابع: "حكومات نتانياهو المتعاقبة فضلت التعايش مع حماس على العمل على إسقاطها، وإسرائيل تدفع اليوم ثمن هذا الخيار السيء".وأشار مصري إلى أن حماس اختارت توقيت العملية بعناية في الذكرى الـ50 لحرب يوم الغفران، وليقع أثناء عيد يهودي وكذلك في يوم السبت، حيث ينقطع الكثير من اليهود عن العالم الخارجي ويغلقون هواتفهم. من جانبه، قال المحلل الفلسطيني طلال عوكل إن إسرائيل وفرت كل الأسباب لهذا الانفجار والغضب، الذي لم تكن تتوقعه إسرائيل ولا أحد في العالم.وأضاف عوكل في حديثه مع منصة "المشهد" أن الهجوم كان مفاجئا وأثبت فشل إسرائيل الاستخباراتي الذريع، مشيرا إلى أنه ليس الفشل الأول، بل هو الأكبر.رسائل عملية "طوفان الأقصى"وأكد أن عملية "طوفان الأقصى" حملت رسائل بعيدة المدى، أبرزها أن العرب الفلسطيين قادرين على تكرار ما حدث في 6 أكتوبر 1973، وقال إن ظروف العلمية تشبه هذه الحرب فهي تحدث يوم السبت وفي العيد وفي 7 أكتوبر.وأشار إلى أن حماس أعدت جيدا لهذه العملية وبوسائل وطرق مبدعة. وأكد أن دائرة الاشتباك ستتوسع وقد تمتد لكل فلسطين التاريخية وفي الضفة الغربية وجنوب لبنان وسوريا.وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن عشرات المسلحين الفلسطينيين يواصلون دخول الأراضي الإسرائيلية دون عوائق. كما وصفت صحيفة "معاريف" الهجوم بـ"فشل استخباراتي هائل".وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاتلي حماس وهم يشنون هجوما بريا وبحريا على المدن والقواعد العسكرية، ويأسرون عشرات الجنود والمستوطنين، ويتجولون بالمدرعات الإسرائيلية.كما اقتحموا مقر قيادة فرقة قطاع غزة الإسرائيلية، وتم قتل عدد من الجنود الإسرائيليين.واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن بلاده في حالة حرب قائلا في تسجيل مصور: "إسرائيل في حالة حرب، وأنها ليست عملية، بل حرب".وأضاف نتانياهو في تسجيل مصور: "لقد اجتمعت برؤساء المؤسسة الأمنية، وأمرت أولا وقبل كل شيء بتطهير المستوطنات من الإرهابيين الذين تسللوا، ويجري الآن تنفيذ هذه العملية".ووافق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، على استدعاء قوات من الاحتياطي، إذ قال إن حركة حماس الفلسطينية تشنّ "حربا" على إسرائيل.وأضاف في بيان بالتزامن مع اجتماع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لبحث الوضع "قوات جيش الدفاع الإسرائيلي تقاتل العدو في كل مكان".الرد الإسرائيليويتفق المحللون أن الرد الإسرائيلي سيكون أكثر قسوة على قطاع غزة. وأكد إلعاد أن إسرائيل سترد بقوة، قائلا: "كلما زاد الألم في إسرائيل كلما كان الرد أعظم، أعتقد أن القوات ستهاجم مقر حماس وقادة حماس اعتبارًا من اليوم فصاعدًا".وتابع: "ولسوء الحظ، فإن الفقراء في غزة سيعانون مرة أخرى. أعتقد أننا سنشاهد هجومًا كبيرًا من الجو والبحر ومن القادة يستهدفون ويدمرون مقر حماس والجهاد الإسلامي أيضا".ولفت إلى أن الجو العام في إسرائيل "سيء، ولكن الجمهور يتوقع هجومًا كبيرًا سيجعل حماس تعيد التفكير في هجماتها اليوم".ويقول مصري: "الأولوية الآن هي تنظيف البلدات المخترقة، تحرير الرهائن وتصفية كل من تسلل إلى إسرائيل، ليس لدي أدنى شك في أن الحكومة، والتي قررت التعبئة العامة، سوف تقوم بإدخال الجيش داخل قطاع غزة وربما الإقدام هذه المرة على استئصال حركة حماس".بدروه، أكد عوكل أن إسرائيل تريد استعادة المدن أولا من قبضة حماس، ثم تشن الهجوم على غزة. وأشار إلى أن أسر عدد كبير من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين يؤخر الرد الإسرائيلي.ويقول إن التهديدات الإسرائيلية لقطاع غزة ليست جديدة، لكننا نتوقع ن تكون هجماتهم القادمة أكثر قسوة.أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن عشرات المقاتلات نفذت هجمات على أهداف لحركة حماس في قطاع غزة.وقال: "هاجمت عشرات الطائرات المقاتلة التابعة للجيش الإسرائيلي وطائرات أخرى 17 مجمعا عسكريا و4 مقار عمليات لحركة حماس في جميع أنحاء قطاع غزة في الساعات الأخيرة". (المشهد)