اعترف رئيس الوزراء البريطاني ريتشي سوناك الجمعة بهزيمة المحافظين في الانتخابات التشريعية، قائلا إنه يتحمل "مسؤولية" ذلك، بعد فوز ساحق لحزب العمّال.وأقرّ رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بهزيمته في الانتخابات العامة قائلا إن حزب العمال المعارض فاز.وقال سوناك بعد فوزه بمقعد في البرلمان "فاز حزب العمال بهذه الانتخابات العامة، اتصلت بالسير كير ستارمر لتهنئته بفوزه".وأضاف "اليوم سيتم تداول السلطة بطريقة سلمية ومنظمة وبحسن نية من جميع الأطراف. وهذا أمر ينبغي أن يمنحنا الثقة جميعا في استقرار بلادنا ومستقبلها".سوناك آسفوقبل خطاب رئيس الوزراء الجديد كير ستارمر، وقبل الإعلان الرسمي عن فوز العمال بالأغلبية، أقر سوناك في خطاب قصير بأحد مراكز الفرز بعد إعلان إعادة انتخابه لمقعده بالخسارة، وقال: "هذه ليلة صعبة، حزب العمال فاز بهذه الانتخابات، اتصلت بزعيم الحزب كير ستارمر وهنأته. الناخبون البريطانيون أصدروا حكمهم اليوم، وهناك الكثير لنتعلم منه ونفكر فيه. أتحمل المسؤولية، وأنا آسف".ورغم الخسارة التاريخية للحزب، نجح سوناك في الحفاظ على مقعده، وكذلك، وزير الخزانة جيرمي هانت، فيما خسر حوالي 10 وزراء من الحكومة مقاعدهم، وبينهم وزير الدفاع غرانت شابس، وكذلك بيني موردانت التي كان ينظر إليها على أنها الزعيمة المحتملة للحزب.ومن المتوقع أن يقدم سوناك استقالته إلى الملك تشارلز الثالث في وقت لاحق من الجمعة.فوز ساحق لحزب العمالوفاز حزب العمال البريطاني بقيادة كير ستارمر بالأغلبية في الانتخابات العامة.وبلغ عدد المقاعد المحسومة لحزب العمال 364 مقعداً من مجموع 650، حتى الآن مقابل 84 فقط لحزب المحافظين، و50 مقعداً للديمقراطيين الأحرار، و26 مقعداً لبقية الأحزاب.وبذلك يكون حزب العمال قد زاد مقاعده بنحو 178 مقعداً، فيما فقد المحافظون 197، وزاد الديمقراطيون الأحرار من مقاعدهم بـ43، فيما فقد حزب استقلال اسكتلندا (SNP)، 36 مقعداً ليحصل هذه الدورة على 4 مقاعد فقط حتى الآن.وربما تكون هذه أول مرة يحصل فيها حزب المحافظين على أقل من 30% من أصوات الناخبين البريطانيين في التاريخ، وفقاً لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية.خطاب كير ستارمروقال ستارمر في خطاب فوز حزبه إن "التغيير يبدأ الآن"، مضيفاً: "لقد نجحنا، التغيير يبدأ الآن. عبر أرجاء البلاد، يصحو البريطانيون اليوم على تلك الأنباء، شاعرين بأن حملاً ثقيلاً أزيل من على أكتافهم".وتابع: "البلد سيأتي أولاً، والحزب ثانياً، يجب أن نظهر أن السياسة يمكنها أن تكون قوة للخير، يجب أن نعيد السياسة لخدمة الصالح العام، مهمتنا ليست أقل من تجديد الأفكار التي تجلب بلدنا سوياً".شوكة في خاصرة ستارمروفاز السياسي اليساري المخضرم جيريمي كوربين بمقعده البرلماني متغلبا على مرشح حزب العمال الذي كان يتزعمه، وتعهد بأن يكون شوكة في خاصرة حكومة كير ستارمر المقبلة بعد خلاف حاد مع خليفته في قيادة الحزب.واستقال كوربين من زعامة حزب العمال عام 2019 بعد أسوأ هزيمة انتخابية يتعرض لها الحزب منذ عام 1935، وطرده ستارمر من الحزب بعد أقل من عام متهما إياه بتقويض الجهود المبذولة لمعالجة معاداة السامية.ومن المنتظر الآن أن يحقق ستارمر ما فشل فيه كوربين ويصبح رئيسا للوزراء بعد أن اتجه نحو الوسط، وكثيرا ما يشير إلى استبعاد كوربين من صفوف حزب العمال في البرلمان دليلا على كيفية تغييره للحزب.ومع ذلك، تمكن كوربين من الاحتفاظ بمقعده عن دائرة إيسلينجتون نورث الانتخابية شمال لندن والتي يمثلها منذ عام 1983، متغلبا على مرشح حزب العمال بأغلبية 24120 صوتا مقابل 16873 صوتا.وقال كوربين: "هذه النتيجة بالنسبة لي هي رسالة مدوية من سكان إيسلينجتون بأنهم يريدون شيئا مختلفا، ويريدون شيئا أفضل".الحرب في غزةوأضاف كوربين، وهو ناشط مؤيد للفلسطينيين، إن من صوتوا له "يتطلعون لحكومة على المسرح العالمي تبحث عن السلام، وليس الحرب، ولن تسمح باستمرار الظروف المروعة في غزة في الوقت الحاضر".وقال كل من حزب المحافظين الحاكم وحزب العمال الصاعد إنهما يريدان وقف القتال في غزة، ولكنهما دعما أيضا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وهو ما أثار غضبا بين 3.9 مليون مسلم يشكلون 6.5% من سكان بريطانيا.وفي علامة على أن نهج حزب العمال في التعامل مع حرب غزة أفقده الدعم في بعض المناطق، تغلب مرشح مستقل آخر حظي بتأييد كوربين، وهو شوكت آدم، على مرشح حزب العمال البارز جوناثان آشورث في ليستر ساوث. (وكالات)