كان عام 2023 دمويا على الأكراد في سوريا والعراق وإيران، حيث واجه الكرد في كل بلدٍ تحديات وحروبا مختلفة عن الأخرى، ولعل الحدث الأبرز هذا العام كان اغتيال تركيا لعدد كبير من القيادات الكردية في سوريا والعراق. في المقابل، تبنى حزب العمل الكردستاني هجوما انتحاريا في تركيا.وشهدت الإدارة الذاتية التي أنشأها الأكراد في شمال شرق سوريا تطورات من جهة تحقيق الأهداف التي يريدها الأكراد في مناطقهم، وعلى الرغم من الضربات والاستهدافات التركية للبنى التحتية، فإنهم بدعم أميركي لا يزالون صامدين، ومسيطرين على السجون التي تضم مقاتلي "داعش"، وكذلك على المخيمات التي تحتوي على عائلات عناصر التنظيم.وكجزء من هذا التطور والرؤية الكردية، أعلن المجلس العام للإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا عن تغييرات جوهرية في هيكلياتها الإدارية بعد مصادقتها، على صيغة معدلة لعقدها الاجتماعي. وأقرّت جملة قوانين جديدة غيّرت بموجبها تسميتها الرسمية لتصبح "الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا"، والتوجه نحو توحيد إداراتها المدنية السبع في إطار "إقليم إداري موحد" بمعزل عن حكومة دمشق.وكانت الهيكلة القديمة تقوم على 7 أقاليم وإدارات حكم مدنية تدير 7 مدن وبلدات رئيسية، تتوزع على 4 محافظات شرق نهر الفرات، إضافة إلى مدينتي منبج الواقعة بريف حلب الشرقي، والطبقة التي تقع بريف محافظة الرقة الجنوبي. أبرز الأحداث التي تصدرت المشهد الكردي في عام 2023:في سبتمبر، عاد التوتر بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى الواجهة من جديد على خلفية اعتقال قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل (أبو خولة) من قبل القوت الكردية، لأسباب قالت الأخيرة إنها تتعلق بارتكاب الجرائم والتجاوزات المتعلقة بتواصله مع جهات خارجية، وجرائم جنائية بحق الأهالي والاتجار بالمخدرات، وسوء إدارته للوضع الأمني ودوره السلبي في زيادة نشاط خلايا تنظيم داعش، واستغلال منصبه في مصالحه الخاصة والعائلية.في أكتوبر، تبنى حزب العمال الكردستاني الهجوم الذي وصفته تركيا بـ"الإرهابي" والذي استهدف مباني تابعة لوزارة الداخلية في أنقرة وقتل خلاله المنفذان، فيما أصيب شرطيان بجروح. ووقع التفجير في حي يضم مقار عدد من الوزارات إضافة إلى البرلمان حيث تعهد الرئيس رجب طيب إردوغان في افتتاح دورته الجديدة بعد ساعات من الهجوم بمنع "الإرهابيين" من تحقيق "أهدافهم".بعد تبني حزب العمال للهجوم الانتحاري، شنت تركيا حملة قصف مكثفة على مناطق الأكراد في سوريا والعراق، واستهدفت عددا من قاداتهم، وكذلك استهدفت محطات الكهرباء والوقود والمياه.في ديسمبر، أعلنت الاستخبارات التركية مقتل قياديّ بارز في حزب العمال الكردستاني ملقّب بـ"باهوز عفرين" وهو مسؤول منطقة عين العرب، خلال عملية أمنية داخل سوريا.وفيما يلي بعض تقارير منصة "المشهد" تلخص "القضية الكردية" خلال عام 2023:بعد السيطرة على ذيبان.. هل حُسمت المعركة لصالح "قسد"؟ "أنقرة تستغل التوترات".. خطة أميركية لتشكيل "حزام عشائري سني" في سوريا؟صراع نفوذ أم وجود.. ماذا يحدث بين العشائر العربية وقسد؟التحالف يستأنف التدريبات مع "قسد".. هل تصبح سوريا ساحة صراع مجدداً؟فيديو - هل تعود "داعش" إلى الواجهة بعد الضربات التركيّة في شمال شرق سوريا؟وثائقيات قصيرة - الوضع الصحي في مخيّم الهول سيّئ.. والأطفال يعانون الأمرّينالسويد والقلق من إقليم كردي.. هذه أسباب التصعيد التركي في العراق وسوريا(المشهد)